كيف أختار أفضل وأحسن دكتور؟

كتبه د. أحمد الشريف – تحديث 31 يناير 2023

كيف تعرف من هو أفضل أو أحسن دكتور؟ كثيرا ما يتساءل الناس عن الطبيب الماهر، وقد يجد بعضهم صعوبة في اختيار الطبيب المعالج. والمقصود باختيار الطبيب المعالج اختيار الشخص واختيار التخصص. في هذا المقال أتحدث عن الصفات الشخصية للطبيب الذي أطمئن إلى تفويضه في العناية بصحتي. وقد تكلمت عن اختيار التخصص في مواضع أخرى.

وهذا السؤال يؤدي إلى التنافس المحمود بين الأطباء وذلك لكي يكونوا على المستوى اللائق بخدمة المريض. وكلنا نحتاج إلى طبيب في وقت ما من حياتنا لعلاجنا أو علاج من يهمنا أمره.

كثيرا ما نسمع السؤال عن أفضل دكتور في عملية معينة أو تخصص معين. وهنا أبين لكم أن للطبيب الجدير بعلاجي ينبغي أن تكون فيه ستة مقومات: الدراسة والتدريب والتربية الأخلاقية والكفاية والصحة البدنية والنفسية والموهبة.

هذه المقومات ليست كثيرة لأن الصحة غالية.

مقومات الطبيب الستة

الدراسة
التدريب

الأخلاق
الكفاية
الصحة البدنية والنفسية
الموهبة

الدراسة

لا نحتاج إلى كلام كثير للتأكيد على أهمية الدراسة في تكوين الطبيب الماهر، ومن الاهتمام بالدراسة ما يجري في كل دول العالم من تطوير للتعليم الطبي باعتبار العلوم الطبية من أكثر العلوم غزارة وتطورا.

لذلك سوف أختار الطبيب الذي درس على يد أساتذة الطب المعروفين بالحكمة والمهارة.

التدريب

من التشبيهات المعروفة بين الجراحين أن الذي لم يدرس الطب مثل بحار لا يعرف كيف يقود السفينة، ومن لم يتدرب على الطب كمثل بحار يعرف كيف يقود السفينة لكنه لم يذهب إلى البحر أبدا. وهذه من فوائد التخصص العميق والذي يعني الحصول على التدريب الفائق في فرع من فروع الطب والتدريب الكافي في التخصص العام.

الأخلاق

تميزت مهنة الطب من قديم الزمن بأنها مهنة تحكمها الأخلاق. ونعلم جميعا أن الأطباء يمارسون مهنتهم تحت قسم يؤدونه في سبيل التصريح لهم بتحمل أمانة الصحة. لذلك سوف أعطي لمعيار الأخلاق وزنا لائقا عند اختيار الطبيب الجدير بعلاجي.

الكفاية

يحتاج الطبيب إلى تلبية احتياجاته الأساسية حتى يكون قادرا على الوفاء بمهمته متفرغا لها متحررا من وطأة الضغوط الملحة. لأن تلك الضغوط قد تؤثر على حياده وصفاءه.

وقد أشار إلى أمر الكفاية الإمام الشافعي حين قال: لا تستفت رجلا ليس في بيته دقيق. ومعناه لا تطلب الفتوى من عالم لا يجد ما يقتات به وذلك لأن باله مشغول باحتياجاته الأساسية. ويمكن تطبيق ذلك على كل أعمال الرأي والمشورة لأن الشخص لا يوثق بصفاء ذهنه وحيادية رأيه ولو كان قانعا ما لم تؤمن حاجاته وضروراته

وفي نفس الوقت سوف تعمل البطانة الأخلاقية له على حمايته من الاستجابة لتلك الضغوط أو التأثر بها إن وجدت..

ولذلك أعتبر أن الكفاية مثل الملابس الخارجية التي تستر الإنسان والأخلاق مثل الملابس الداخلية التي تستره وتدفئه حتى إذا انكشفت الملابس الخارجية.

الكفاية المادية مهمة وتمثل الغنى بالمال، والأخلاق تمثل غني النفس.

الصحة

هذه حقيقة قاسية. وهنا أنا لا أعني فقط أن مرض الطبيب قد يمنعه من الاستمرار في ممارسة المهنة لأن كل المهن تحتاج إلى درجة من الصحة. ولكن ممارسة الطب تحتاج إلى درجة عالية من الصحة العقلية والجسدية والنفسية.

الموهبة

ذكرت موضوع الموهبة لأهميتها ولأنها تميز أصحابها. لكن حتى الأطباء الموهوبون لا بد أن يجتهدوا في تحصيل المقومات السابقة.